السبت، 22 سبتمبر 2018

وما توفيقي الا بالله عليه توكلت والية انيب

( وما توفيقي إلا بالله )
مهما كان ذكاؤك ، واجتهادك ، وسعة حيلتك ، وتعدد مهاراتك ، وكثرة معارفك ، فلن يكفي ذلك - والله - لتنال مطلوبك ، أو لتحقق مقصودك  ، دنيويا كان أو أخرويا ، ويبقى التعويل في المبدأ والختام على فضل الله ورحمته ، وتوفيقه لعبده في كل ما يأتي أو يذر .
ولا يعني ذلك بحال طرحا للأسباب ولا إهمالا لها ، وإنما المقصود : تنبيه القلب إلى عدم الركون إلى الأسباب ، والحذر من الثقة التامة بها ، ووجوب تفويض الأمر إلى من بيده ملكوت كل شيء ، والذي إن فتح لأحد من عباده باب خير ورحمة وعافية فلا ممسك له ، وإن أمسك فلا مرسل له من بعده .
وكم رأى المرء في واقعه ، وفي واقع الناس من حوله نماذج لا حصر لها تشهد لهذا الأمر ، وتدل عليه .
" وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شر فأصله خذلانه للعبد  . وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكِلك الله إلى نفسك ، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك. فإذا كان كل خير فأصله التوفيق ، وهو بيد الله لا بيد العبد ؛ فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللُجأ والرغبة والرهبة إليه ؛ فمتى أُعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتّجا دونه " الفوائد لابن القيم ص 97

هناك تعليق واحد:

  1. ماشاء الله الله يكرمك ويغفرلك ويرزقك من اسوع الابواب

    ردحذف