في الحياة امور مهمة وامور تافهة فمن الواجب ان تنتقي من المهم والتافة ما تجوز به عقبات الحياة واهم ما وقفت عليه في هذه الحياة هو ذكر الله وما عاداه فهو من التوافه التى من الحرام اهدار الحياة في البحث عنه هذه المدونة قد تكون بسيطة المحتوي ولكن اريد ان اضمنها ما اتيقن بانه نافع لي ولمن تابعها بعدي
الجمعة، 28 سبتمبر 2018
الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018
الألفاظ الاهتزازية وبلاغة القرآن الكريم
*جميلة جدا* ...*هل تعلم ما هي الألفاظ* *الإهتزازية في القرآن* *الكريم ؟*
- عندما أخبرنا الله جلّ وعلا عن الأرض ؛
• { إذا زلزلت الأرض زلزالها }
تأمل لفظة ( زل زل ) فهي تكرار حرفين !- وعندما يغضب الله تعالى على قوم صالح الذين عصوا أمر الله ورسوله وعقروا الناقة تأتي لفظة ؛
• { فدم دم عليهم ربهم }
فتأمل دم دم !- وعندما تنكشف الحقيقة وبقوة عن ظلامة يوسف الصديق لعشر سنوات يقبع فيها في السجن ظلما من قبل زليخا تأتي لفظة ؛
• { الآن حص حص الحق }
فتأمل حص حص !- وعندما يتحدث القرآن عن حدث مهم تقشعر له الأبدان يوم القيامة تأتي لفظة
• { إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا }
تأمل !- وعندما يتحدث القرآن عما أعدّ ﻷهل الجنة من نعيم تأتي لفظة ؛
• { متكئين على رف رف خضر وعبقري حسان }
فتأمل !- وعندما يتحدث عن شدة ظلمة الليل تأتي لفظة
• { والليل إذا عس عس }
كذلك تأمل !فتتجلى الروعة القرآنية من هذه الكلمات المؤثرة ...وهذا يسمى في روائع بلاغة القرآن الكريم :-
( الألفاظ الاهتزازية )
وهي ألفاظ تشعرك بشدتها وقوتها واهتزازها من خلال تكرار حرفين متتاليين أو تكرار كلمة كاملة قوية اهتزازية لبيان أحداث في غاية الأهميةفسبحانك ربنا ما قدرناك حق قدرك ...وهل تعلم ما هي الخماسيات ...
من دقة القرآن الكريم تلك الخماسيات التي جعلها الله في كتابة في افتتاحيات السور لتسهيل معرفة بدايات السور في القرآن الكريم وتشمل الفئات السبع التالية :الفئة الأولى :
خمس سور مفتتحة بالتحميد :
الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر
وكلها مكية ...الفئة الثانية :
خمس سور مفتتحة بالتسبيح :
الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن
وكلها مدنية ...الفئة الثالثة :
خمس سور مفتتحة بألف لام راء :
يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر
وكلها مكية ...الفئة الرابعة :
خمس سور مفتتحة بالنداء :
النساء، المائدة، الحج، الحجرات، الممتحنة
وكلها مدنيةالفئة الخامسة :
خمس سور مفتتحة بنداء الرسول ﷺ :
الأحزاب، الطلاق، التحريم، المزمل، المدثر
وكلها مكيةالفئة السادسة :
خمس سور مفتتحة بالاستفهام :
الإنسان، الغاشية، الشرح، الفيل، الماعون
وكلها مكيةالفئة السابعة :
خمس سور مفتتحة بالأمر :
الجن، الكافرون، الإخلاص، الفلق، الناس
وكلها مكية
السبت، 22 سبتمبر 2018
وما توفيقي الا بالله عليه توكلت والية انيب
( وما توفيقي إلا بالله )
مهما كان ذكاؤك ، واجتهادك ، وسعة حيلتك ، وتعدد مهاراتك ، وكثرة معارفك ، فلن يكفي ذلك - والله - لتنال مطلوبك ، أو لتحقق مقصودك ، دنيويا كان أو أخرويا ، ويبقى التعويل في المبدأ والختام على فضل الله ورحمته ، وتوفيقه لعبده في كل ما يأتي أو يذر .
ولا يعني ذلك بحال طرحا للأسباب ولا إهمالا لها ، وإنما المقصود : تنبيه القلب إلى عدم الركون إلى الأسباب ، والحذر من الثقة التامة بها ، ووجوب تفويض الأمر إلى من بيده ملكوت كل شيء ، والذي إن فتح لأحد من عباده باب خير ورحمة وعافية فلا ممسك له ، وإن أمسك فلا مرسل له من بعده .
وكم رأى المرء في واقعه ، وفي واقع الناس من حوله نماذج لا حصر لها تشهد لهذا الأمر ، وتدل عليه .
" وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شر فأصله خذلانه للعبد . وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكِلك الله إلى نفسك ، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك. فإذا كان كل خير فأصله التوفيق ، وهو بيد الله لا بيد العبد ؛ فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللُجأ والرغبة والرهبة إليه ؛ فمتى أُعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتّجا دونه " الفوائد لابن القيم ص 97

التفكير السلبي واثره علي المجتمع
☺
*دع بالونتي واحفظ بالونتك*( قصة قديمة كلما قرأتها ازددت إعجاباً بها )يُقال إنّه في عام 1974 كان *مهاتير محمد* ضيف شرف في حفل الأنشطة الختامية لمدارس «كوبانج باسو» في ماليزيا، وذلك قبل أن يصبح *وزيراً للتعليم* في السنة التالية، ثم *رئيساً للوزراء* عام 1981.قام مهاتير في ذلك الحفل بطرح فكرة عمل مسابقة للمدرسين، وليست للطلاب، *وهي توزيع بالونات على كل مدرس*، ثم طلب أن يأخذ كل مدرس بالونة وينفخها، ومن ثم يربطها في رجله، فعلاً قام كل مدرس بنفخ البالونة وربطها في رجله.
جمع مهاتير جميع المدرسين في ساحة مستديرة ومحدودة، وقال: *لدي مجموعة من الجوائز وسأبدأ من الآن بحساب دقيقة واحدة فقط*، *وبعد دقيقة سيأخذ كل مدرس مازال محتفظاً ببالونته جائزة*!بدأ الوقت وهجم الجميع بعضهم على بعض، كل منهم يريد تفجير بالونة الآخر، حتى انتهى الوقت!*العبرة*:
وقف مهاتير بينهم مستغرباً،
وقال: *لم أطلب من أحد تفجير بالونة الآخر*؟
*ولو أن كل شخص وقف من دون اتخاذ قرار سلبي ضد الآخر*، لنال الجميع الجوائز، ولكن التفكير السلبي يطغى على الجميع، كل منا يفكر في النجاح على حساب الآخرين. مع أن النجاح متاح للجميع، *ولكن للأسف البعض يتجه نحو تدمير الآخر وهدمه لكي يحقق النجاح*.
هذه - وللأسف - *حقيقة* موجودة في حياتنا الواقعية.*إن نجاحك لا يستوجب عليك أن تسعى لفشل غيرك* .. *كلما أحسنت نيتك، أحسن الله حالك*! *وكلما أزلت الحسد من قلبك وتمنيت الخير لغيرك يوفقك الله للخير والنجاح* ...
قلت: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))
سورة الاستجابة واسرار استجابة الدعاء
سورة الإستجابة
طوال عمري أسمع ان سورة الأنبياء معروفة بين المشايخ وأهل العلم بإنها سورة "الإستجابة" لكنني لم أبحث عن السببإذ أنها السورة القرآنية الوحيدة التي ورد فيها لفظ "فاستجبنا له" أكثر من مرة وفي أكثر من سياق، هذا اللفظ لم يرد في أي موضع قرآني اخر ما عدا سورة "الأنبياء"، والسؤال كم ورد فيها من مرة وفي أي سياقات؟
أول مرة :" وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ" آية رقم 76و ثاني مرة عن سيدنا أيوب عليه السلام:
" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أأهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ" أية رقم 84
وثالث مرة عن سيدنا يونس عليه السلام:
" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ" آية رقم 88
رابع مرة عن سيدنا زكريا عليه السلام:" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ" آية رقم 90
نأتي الان الى "فاستجبنا له" في السياقات القرآنية هل هي قاصرة على الأنبياء فقط؟
علماء تفسير القرآن بالإجماع قالوا لا
وآستشهدوا على هذا بإن الله بعد ما قص في القرآن إنه استجاب لسيدنا أيوب
ماذا قال؟"رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ"
كل العابدين،
كل الذين يعبدونه سبحانه وتعالى قريب من رحماته كسيدنا أيوب .وبعد إجابته لدعاء سيدنا يونس
ماذا قال :"وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ"
كل المؤمنين بالله
ليس فقط نبيه يونس
هنا فسرها علماء تفسير القرآن علي انها تجمع مفاتيح إستجابة ربنا سبحانه وتعالى للدعاء، ويدلك على المفتاح الذي استخدمه كل نبي حتي ينال مطلبه من اللهولكن ماهي هذه المفاتيح؟مفتاح سيدنا نوح كان الصبر، 950سنة
من الصبر على دعوة قومه الكافرين باللهطبعا فنحن لا نصبر 950سنة، لكننا نصبر اذا كنا على يقين، صبر جميل لا يفهمه من سخط على أقدار الله
مفتاح سيدنا أيوب كان الأدب الشديد في مخاطبة الله لما قال:" أنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
علماء التفسير يقولون " مَسَّنِيَ " جاءت مبنية للمجهول لان سيدنا أيوب استحى يقول لربه إنك مسستني بضر ومرض فقال " مَسَّنِيَ " مجهلّة، وخاطب ربنا بإنه "أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" رغم ما كتبه الله عليه من مرض
وهي نفس المدرسة التي كان يخاطب بها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ربنا لما قال:
" الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) " سورة الشعراءسيدنا إبراهيم نسب الخلق لله "خَلَقَنِي " والرزق كذلك "يُطْعِمُنِي "،
إلا المرض تركها مبنية للمجهول:"مَرِضْتُ " ولم يقل "أمرضني"
وكأن الأنبياء في خطابهم لله عز وجل ينسبون له كل خير ويبعدون عنه سبحانه وتعالى أي شر حتى لو جاء بقضاء الله
مفتاح سيدنا يونس كان الدعاء
"أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ "
اذ ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لما سمعه قال إنه من أفضل الأدعية لأن أوله توحيد وأوسطه تسبيح وآخره استغفار
أما مفتاح سيدنا زكريا فسورة الأنبياء قالته لنا بالنص: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ "لماذا ؟"إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"
مفاتيح هامة جدا من الضروري أن تبقى حاضرة في أذهاننا وخاصة عندما تتغلق أمامنا الابواب
الجمعة، 21 سبتمبر 2018
اسباب الفشل في اتقان القران
بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب الفشل في إتقان القرآن:
بعد تجربة، وممارسة، وخلطة، وتقص للقصص والأخبار في هذا الميدان العظيم وجدنا أن الفشل في هذا الطريق العظيم يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسة، سنتحدث عنها بالتفصيل؛ عملاً بحديث حذيفة الذي في الصحيحين. -وهو أصل في أحاديث الفتن-، قال : "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني".
وكما قيل:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه* ومن لم يعرف الخيرَ من الشرِّ يقع فيه.
وإليك هذه الأسباب لتتوقاها وتجتنبها:
١) أولاً: الطريقة الخاطئة:
إن كثيراً من الطرق المنتشرة والمعمول بها في كثير من الحلقات والدور والمدارس طرقٌ خاطئة، والخطأ في الطريقة يكون إمّا بإهمال التكرار، أو الربط، أو المراجعة.
ولذا فإن التكرار والربط والمراجعة لا يمكن أن تخلو منه أي طريقة صحيحة لإتقان القرآن، وفي حال عدم توفر واحدة من هذه فاعلم بأنك تسلك الطريقة الخاطئة.
٢) ثانيا: المتابعة الضعيفة:
اعلم أنه مهما كانت طريقتك صحيحة، ولكن دون مُتابع لك أو كانت المتابعة ضعيفة فإن هذا دليلاً على فشلك في هذا المشروع، فلابد لك من شيخ حازم وجاد يتابع سيرك بدقة، وإن الشيخ المتسامح المتساهل لا يمكن أن تستفيد منه في نجاح مشروعك، فإذا رأيت الشيخ شديدًا عليك وحازماً في متابعتك فعض عليه بالنواجذ وإياك أن تبرح ركبتيه فوالله إن الشدة والحزم الذي تراه هو كالدواء المر الذي يتناوله المريض ليصح ويتعافى جسده، فكم أسهر المشايخ طلابهم وكم زجروهم وما أحلى والله تعنيفهم وزجرهم إذا منَّ الله عليك بالقرآن ومن جرب عرف.
٣) ثالثا: الفراغ الروحي:
إن الروح الخالية من ذكر الله والقلب الخالي من تعظيم الله وتعظيم كلامه لا يمكن للقرآن أن يقر فيه.
فاحذر من اعتمادك على قوة حفظك وشدة صبرك وجلدك فإن هذا من الفراغ الروحي والخلل القلبي، وتأكد تماماً أنك باعتمادك عليه- من دون سؤال الله والتضرع إليه وكثرة ذكره- ستفشل في هذا المشروع مهما كانت خطتك وأياً كان شيخك، بل والله لو وضع بين يديك مائة خطة لإتقان القرآن ومائة شيخ لمتابعتك فثق تماما بأنك ستفشل لا محالة ولا يغرنك نجاحك في البداية فإن الفشل سيدركك في النهاية إذا كنت تعيش هذا الفراغ.
والله لقد رأينا من يحفظ الوجه ويتقنه في ثلاث دقائق ومع سرعة حفظه فهو بطيء النسيان أيضاً، إلا أنه لم يتجاوز بضعة أجزاء؛ والعلة هو كونه يعيش فراغا روحياً، ورأينا في مقابل ذلك من يجلس لحفظ وإتقان الوجه الواحد من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء ولكنه كان أعجوبة في كثرة البكاء والافتقار والانكسار والابتهال والتضرع والتذلل لله جل وعلا مع لزومه لكثرة الذكر لله سبحانه وفي النهاية أتقن القرآن، بل إننا نعرف أحد الذين أتقنوا القرآن، قد كان ضعيف الهمة محباً للتسويف والكسل، فسألناه: كيف استطعت أن تتقن القرآن بنفس هذه الطريقة الجادة الثقيلة؟ فقال: كنت أدعو الله أن يرزقني إتقان القرآن في اليوم أكثر من خمسين مرة، وكنت لا أقل عن هذا العدد في كل يوم، بل كنت أتجاوز مائة مرة في اليوم الواحد حتى أتم الله علي القرآن في سنة.
يالله!! هذا يعني أنه يقرع أبواب السماء في كل أسبوع أكثر من ثلاثمائة وخمسون مرة وفي الشهر أكثر من ألف وأربعمائة مرة وفي السنة أكثر من ست عشرة ألف مرة.
فالفزع الفزع والفرار الفرار إلى العزيز الغفار آناء الليل وأطراف النهار، قف ببابه ولذ بجنابه وتعرض لنفحاته فلعله يتفضل عليك بجوده وإنعامه، وعليك بآخر الليل فإن الكنوز مبثوثة هناك.
ومع كثرة دعائك لله فلا تنس كثرة ذكره بلسانك مع مواطئة قلبك للسانك والمداومة على ذلك فاحرص على أذكار الصباح والمساء ولا تتساهل بها وأكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" و "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" فلا يفتر لسانك منهما كررهما في كل وقت وحِيْن، وإياك أن يمر عليك يوم ولم تكثر منهما فإن في هاتين الكلمتين إظهاراً لفقرك وعجزِ حولك وقوتك، وإظهاراً لغنى مولاك وقدرته وحوله وقوته مع ما فيهما من إظهار التوحيد والإخلاص له.
فحصن قلبك بكثرة الذكر فإن غفلت عن ذكر الرحمن تولاك الشيطان "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين" وقال ربنا متوعدا من أعرض عن ذكره "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا.."
وإياك وأمراض القلوب كاحتقار الناس الذين لا يحفظون أو حسد من هو أعلى منك أو حب الدنيا وحطامها وتعظيمها في نفسك فإياك أن يطلع الله على قلبك ويجد فيه شيئا حقيرا فإنه سيحرمك لذة كتابه، وجاهد نفسك على هذا فإنك ستصل في نهاية المطاف "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".
وإذا أقبلت على القرآن فلا تلتفت لشيء غيره ولتعلم أنه لا شيء أعظم من الذي أقبلت عليه، وإياك أن تظن أن ثمة نعمة أعظم من نعمة الهداية للقرآن، ثم إياك أن تشتت ذهنك وتركيزك فلا تنشغل بأي علم غير القرآن ولا تشرك مع القرآن أي علم فإن القرآن عزيز لا يقبل أن يكون معه شريكاً، ولا تسمع لمن يقول: اجمع بين القر آن وغيره، فإن هذه شبهة لإبليس قد صاد فيها كثيرا من الناس خصوصا طلاب العلم لذا فرغ نفسك تماما لأعظم علم عرفته البشرية، وكل شيء تريد أن تناله من أمور الدنيا أو الدين فاجمع قلبك عليه.
وابتعد كل البعد عن مواقع التواصل الاجتماعي"واتساب وتويتر وسنابشات وو" فإنها محرقة للأعمار مضيعة للأوقات.
ولا تظن أني أبالغ فيما كتبته لك بل والله إنني لك ناصح أمين ومحب مشفق. (وستذكر قولتي لك بعد حين)
وأخيرا: يا مشايخنا يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد!
يامدرسي وموجهي ومشرفي الحلقات والمدارس أعيدوا حياة قلوبنا بالقرآن وخذوا أيدينا بالجد والاجتهاد فقد مللنا والله من طول الضياع، نحن أمانة في أعناقكم يوم اللقاء، فشدوا على أيدينا بقوة "يايحيى خذ الكتاب بقوة" نعم بقوة لا بضعف.
وختاما: اضمن لي طريقة صحيحة ومتابعة دقيقة وحياة روحية أضمن لك إتقان القرآن وحياة طيبة وقلبا مطمئنا.
اللهم لا تقطعنا عن القرآن بقاطع، ولا تصرفنا عنه بصارف، ولا تشغلنا عنه بشاغل، واجعله شغلنا آناء الليل وأطراف النهار.
الاثنين، 17 سبتمبر 2018
الشيطان يعدكم الفقر
لا ﺗﻴﺄﺱ ﺇﺫﺍ ﺣﺮﻣﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ تُحب
ﻭﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﺇﺫﺍ ﺍضطررت للعيش في ﻭﺿﻊ ﻳﺆﻟﻤﻚ
ﺑﻞ ﺇﺑﺘﺴﻢ؛ ﻷﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﻜﻞ ﺭﺣﻤﺔ:
"ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﻫﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ". اللي نفسي فيه اتأخر .. أنا تعبت وزهقت .. هو أنا ربنا مش بيحبني ؟ عشان كده أمنياتي أتأخرت ! .. مع إني أفضل في حاجات كتير وغيري فرحان وأنا لأ
- الأفكار الكتير اللي بتيجي في دماغك من النوعية دي ملهاش تفسير غير أنها من الشيطان ..
الشيطان عمره ما هيسيبك ، هيوصلك لمرحلة ( اليأس ) بشكل أو بآخر لحد ما تفقد الأمل في كل حاجه حواليك وأكبرها في الله .. عفانا الله
- طيب عشان تطمن ،، سيدنا يوسف عليه السلام كان مسجون ومعاه شابان .. وعلى الرغم إنه عليه السلام كان الأفضل والأحسن ، لكن ربنا قدر إنهم يخرجوا من السجن قبله
فالأول : خرج عشان يبقى خادم !
والتاني : خرج عشان يتقتل !
وسيدنا يوسف اللي انتظر كتير .. والانتظار ده كان عين الخير لإنه خرج وبقى عزيز مصر .
تدبير ربنا فوق ترتيبك انت .. وإرادته فوق الواقع .. خليك مطمن إن مفيش حاجه ليك هتروح لغيرك .. ارضى عشان ترتاح
وتذكر : " ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " <3
أنت مع الله أقوى
#خواطر_دعوية
الأحد، 16 سبتمبر 2018
كيف انصح وانا مقصر ؟
*(( كيف أنصح وأنا مقصر ❓))*
قال ابن رجب رحمه الله:
*" لو لم يعظ إلا معصوم من الزلل لم يعظ الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد لأنه لا عصمة لأحد بعده ."*
لطائف المعارف : (19)
ويل للمطففين قراءة جديدة لمعني المطففين
كلنا واحنا صغار سمعنا ( ويل للمطففين ) وشرحوها لنا على أنها البائع الذي يغش في الميزان ويعطي للناس أقل من حقهم !
هل هذا فقط معنى *المطففين ؟!*
ماذا يعني *مطفف ؟!*
لنراجع شرح " المطففين " من تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
التطفيف مشتقة من الشيء الطفيف الذي لا يهتم به الناس لقلته يعني مثلا ينقص البائع خمسين جراما فقط من كيلوا جرام ... *هو شئ بسيط وقليل* ... *لكن ربنا توعده بــــــــــسورة خاصة في القرآن !*
من هم *المطففين ؟*
( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )
يعني الذين يأخذون حقَّهم من الناس كاملاً ...
وإذا حصل العكس ... ينقِصوا أو يُخسِئون حق غيرهم !
الآية لا تنطبق على البائعين فقط !!!
*المطفف* : زوج يريد من زوجته أن تعطيه حقه كاملا ولا يتهاون ولا يتغاضى في التقليل أو التقصير!
وفي المقابل قد يظلمها ويُنقِصها حقَّها!!
*المطفف* :
مدرس في نهاية كل شهر، يأخذ مرتَّبه كاملاً...
وفي الوقت ذاته، يهمل شرحه ولا يراعي ضميره في الشرح ولا في مواعيد الحضور والانصراف!
*المطفف* :
شخص يريد من كل أقاربه أن يهتمّوا به ويسألون عنه ...
وهو قاطع لرحمه !
*المطفف* :
هو كل شخص لا يتقي الله في أيّ عمل يعمله ويطلب حقه من الله كاملاً..
الآية تجعل كل عقل يفكر ...
هل كلنا مراعي ضميره في عمله؟؟ ... في حياته؟؟ ... في علاقاتنا الاجتماعية؟؟ ... أو حتى في علاقاتنا المادية ؟؟
*(( ويلٌ للمطفِّفين • الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون • وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ))*
*ثلاث آيات فقط!!! تجعلنا نمعن التفكر في حياتنا العلمية والعملية قليلاً!!!*
من : تفسير ابن عثيمين
واو الثمانية والاعجاز اللغوي للقران ااكريم
لمتذوِّقي اللغة العربية
سؤال :
لماذا في سورة الزمر جاء قول الله تعالى في حق الكفار بصيغة (حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ) بدون واو،
وفي حق المؤمنيين جاءت بواو، قال تعالى .
(حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها) ؟!
انظر جمال اللغة العربية
ْواو الثمانية❗
كم في كتاب الله من لمحات بلاغية أبهرت الباحثين والمشتغلين بالفصحى وآدابها.. ؟!!
ومن هذا ما أطلق عليه "واو الثمانية"
وهذه وقفة بيانية جميلة مع:
!!واو الثمانية دقه متناهية لنعلم أن القرآن لوكان صنع بشري لما كان بهذه الدقة التي يتحدى بها كل مشكك .
(ولو كان من عند غيرالله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
_____________
سميت واو الثمانية بهذا الاسم لأنها تأتي بعد ذكر سبعة أشياء مذكورة على نسق واحد من غير عطف ثم يؤتى بالثامن مقرونا بالواو ..
تقول: محمد عالم ، فاهم ، راسخ ، تقي ، نقي ، زكي ، ورع ، وزاهد..
وهو أسلوب عربي ..
ومن أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى :
"التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر .."
فقد ذكر سبعة أوصاف ، ثم ذكر الثامن بالواو ..
ومنه قوله تعالى :
" عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن .
مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا"
وملاحظة أخرى:
اقتران الواو بلفظ (ثمانية) دون غيرها .
مثل قوله تعالى:
"سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم "
لم يعطف بالواو في "رابعهم" ولا في "سادسهم" بل عطف بها في "ثامنهم"'!!!..
ومن ذلك قوله تعالى:
" سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام "
وأعجب من ذلك ما جاء في قوله تعالى:
" حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها " في بيان حال الكفار في دخول النار..
بينما قال تعالى عن دخول أبواب الجنة .
"حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها "
لاحظ إضافة حرف الواو هنا❗
فالأولى لم تقترن بالواو ومعلوم ان ابواب النار سبعة
أما في الثانية اقترنت بالواو لأن أبواب الجنة ثمانية .
والصلاة والسلام على رسوله الكريم ..
هذه الرساله من افضل الرسائل التي قرأتها غفرالله لمن قام بجمعها
سبحان الله سبحان ربي العظيم
# منقول #
السبت، 15 سبتمبر 2018
امسك عليك لسانك
قال النووي رحمه الله : بلغنا أن قس بن ساعدة، وأكثم بن صيفي اجتمعا، فقال أحدهما لصاحبه:
كم وجدت في ابن آدم من العيوب ؟!
فقال : هي أكثر من أن تحصى ، والذي أحصيته : ثمانية آلاف عيب ، فوجدت خصلةً إن استعملتها سترت العيوب كلها،
قال : ما هي ؟
قال : حفظ اللسان .
قال عمر بن عبد العزيز : "أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ، ولا في الصلاة ، ولكن في الكف عن أعراض الناس فقائم الليل وصائم النهار؛ إن لم يحفظ لسانه ؛ أفْلَس يوم القيامة ".
قال سفيان الثوري : "هذا زمان السكوت ولزوم البيوت والرضا بالقوت إلى أن تموت
(هذا في زمانه رحمه الله.
فماذا نقول نحن في زماننا ؟
الجمعة، 14 سبتمبر 2018
اياك وتتبع عيوب الخلق
نجتمع كثيرا في جلسات جادة أو غيرها، سواء في مجتمعات الرجال واجتماعاتهم أو في الجلسات النسائية، فنجد أن كل منا يفتش في عيوب غيره، وقد يتهم الآخرين بالتقصير، أو ضحالة الفهم، وينسى أنه بشر وبه عيوب، ولا أحد يحاول إصلاح عيوب نفسه، أو لا يحفظ لسانه عن الخوض في عيوب الآخرين، فضلا عن أنه لا يلتفت لعيوب نفسه، ولا يفكر إلى أنه قد تكون عيوبه أكثر ممن يعيب عليهم، ويكون هم أحدنا واهتمامه هو إثبات أنه على الحق خاصة عند تعدد الآراء، أو تقديم الأدلة على خلوه من العيوب، وهذه آفة من آفات اللسان، وعيب من عيوب النفس التي تحتاج إلى مجاهدة وعلاج.
هذه الظاهرة من الأمراض القلبية التي يُصاب بها العبدُ، وهو أن يتذكر ويشهر أو ينشر ويتحدث عن عيوب الناس ولا يتتبع عيوب نفسه، وهو بذلك يرضى عن نفسه، ويرى أنه شبه متكامل، ويغفل عن عيوب نفسه، مع أنه إنسان، وكل البشر يعتريه النقص، ولا يوجد إنسان كامل أو معصوم إلا من عصمه الله تعالى، فلا يخلو إنسان من نقص أو عيب أو ذنب أو خطيئة.
وإذا أراد الله بعبده خيراً أرشده إلى الاعتناء بعيوب نفسه، ويجاهد نفسه ويحاول إصلاحها، فنجد العبد الفطن منشغلاً بنفسه، حريصاً على تزكيتها، وكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه، وينظر في عيوب إخوانه بمنظار مُـكـبِّـر!!
وقد جاء في الأثر: "يبصر أحدكم القـذاة في عين أخيه وينسى الجذل أو الجذع في عين نفسه"رواه البخاري في الأدب المفرد مرفوعاً للرسول صلى الله عليه وسلم، وموقوفاً على أبي هريرة، وصحح الألباني وقفـه على أبي هريرة، والقذاة ما يقع في العين من غبار وغيره فيؤذيها . والجـذل الخشبـة العالية الكبيرة.
مع العلم أن الانشغال بعيوب الآخرين والغفلة عن عيوب النفس سبب للوصول لسوء الخلق؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أَهلكـُهُمْ " رواه مسلم.
من أسباب إظهار معايب الآخرين:
إظهار معايب الآخرين، أو التفتيش في عيوبهم كثيراً ما يكون نابعاً عن الرضا عن النفس والإعجاب بها، بل والكبر والعياذ بالله، فإن "الكبر بطر الحق وغمط الناس" رواه مسلم، وفي حديث آخر"بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"رواه مسلم. فما أكثر ما ننشغل بعيوب الناس، ونسى أو نتناسى أمرا مهما وهو: أن هؤلاء الناس بشر مثلنا، وأنهم يصيبون ويخطئون، وفي الحديث: "كل بني آدم خطاء، وخير والخطائين التوابون"رواه الترمذي و ابن ماجه وصححه الألباني.
والأمر الثاني: أن كل منا به عيوب، لو ننشغل بها وبإصلاحها لانشغلنا عن عيوب الناس.
والأمر الثالث: لا يجوز أن تتبّع عورات الناس، فمن فعل ذلك تتبّع الله عورته.
يقول الشافعي رحمه الله:
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى .. ودينك موفور وعرضك صيّن
لسانك لا تذكر به عورة امرئ .. فكلّـك عورات وللناس ألسـن
وعينك إن أبدت إليك معايباً .. فدعها وقل: يا عين للناس أعينُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى .. وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ
التركيز على الأخطاء
كثيرا ما ننتبه للأخلاق السيئة أو للأعمال المعيبة، وتعمى عيوننا عن الأعمال الفاضلة أو الأخلاق الحسنة التي قد تكون أكثر بكثير من السيئة ولم ننتبه أن الناس يكرهون الإنسان الذي ينظر إلى عيوبهم ويترك الحسنات، بل وأحياناً ينساها.
يقول سعيد بن المسيب: ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا فيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله، ولا تذكر عيوب أهل الفضل تقديراً لهم.
ويقول الإمام أبو حاتم بن حبان: "الواجبُ على العاقل لزومُ السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، ومع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره، أراح بدنه ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه، وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه، ومن عاب الناس عابوه".
ولو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها، وقد قال الله تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ " سورة المدثر:38.
يقول الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم: "والشخص الذي يرى صورة نفسه صغيرة جداً تجده دائماً يضخم عيوب الآخرين، ولذا تبرز شخصية الإنسان من خلال نصيبه من هذه القضية، فإذا عُرف بأنه مشغول بتضخيم عيوب الآخرين والطعن في الناس، فهذه مرآة تعكس أنه يشعر بضآلة نفسه وبحقارتها وأن حجم نفسه صغير؛ لأنه يعتقد أنه لن ينفتح إلا على أنقاض الآخرين، فدائماً يحاول أن يحطم الآخرين، ولذا يكثر نقد الناس وذكر عيوبهم، وهذه مرآة تعكس أن إحساسه وثقته بنفسه ضعيفة، وأنه في داخل نفسه يحس أنه صغير وحقير، فلذلك يشتغل بعيوب الآخرين".
كما أن الانشغال بعيوب الناس يؤدي إلى شيوع العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع، فحين يتكلم المرء في الناس فإنهم سيتكلمون فيه، وربما تكلموا فيه بالباطل، فالذين يتتبعون المثالب والعورات، ويحبون تتبع عيوب الآخرين؛ يجب أن يعلموا أنهم واقعون في هذا الخطر العظيم، وسيلقون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فنخشى أن يلقوا الله مثل "الرجل المفلس" الذي أخبر عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتدرون من المفلس؟! قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بحسنات مثل جبال تهامة، ولكن يأتي وقد ضرب هذا، وظلم هذا، وشتم هذا، وقذف هذا، وأخذ مال هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته - مقابل ما فعل وما انتهك- فإن نفدت حسناته يؤخذ من سيئاتهم فتطرح عليه فيلقى في النار"رواه مسلم.
التشهير والنقد والنصح
يكثر بعض الناس الحديث عن أخطاء الآخرين، والإسراف في ذكرها، ولوك اللسان بها تحت عنوان: "النقد"، أو غير ذلك من العناوين؛ لكن النقد شيء، والغيبة شيء آخر، والنصيحة شيء مختلف، والتشهير شيء آخر؛ فهناك مَن يبحث عن الأخطاء، كأنها هواية عنده؛ فهو يفرح بها إذا وجدها ويضخمها إذا عرضها، وهو يذكر دائمًا الخطأ، ولا يذكر أبدًا الصواب، وطُوبى لمَن شغله عيبه، عن عيوب الناس، وكان "عمر بن الخطاب"- رضي الله عنه- يقول: "رَحِمَ الله امرأً أهدى إليَّ عيوب نفسي".
يقول العلامة القرضاوي: وهناك من يسمون بأصحاب المثالية الحالمة، وهؤلاء يريدون أن يبدأ العمل كاملاً، عملاقًا، ولا يمرُّ بمراحل النمو، ولا يتعرض لأمراض البيئة، وآفات الحياة، ومتاعب الطريق الطويل، وهؤلاء "لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب"، فهم لا يعملون ولا يدعون غيرهم يعمل، كل ما لديهم لسان طويل على ذراع قصير، وبراعة النقد، وإخفاق العمل، وهمة الهدم، وقعود عن البناء.
من أقوال السلف الصالح
لقد تعلّقت قلوب الجيل الرَّباني من الصَّحابة والتّابعين بالله دائمًا، وانشغلوا بأنفسهم التي هي أعدى أعدائهم؛ من أجل الله سبحانه وتعالى، فانشغلوا عن كلّ الشواغل بالنَّفس التي بين جنبيهم، يهذبونها ويربونها؛ لأنَّهم فهموا أنَّ تربية الفرد لنفسه وتعاهدها أولاً بأول أمر لا بدَّ منه لمن يريد دوام الاستقامة على أمر الله، ولأنَّهم أدركوا حقيقة هذه النَّفس وطبيعتها، كما يقول الآجري: "إذا أطمعتها طمعت، وإذا آيستها أيست، وإذا أقنعتها قنعت، وإذا أرخيت لها طغت، وإذا فوضت لها أساءت، وإذا حملتها على أمر الله صلحت".
وإذا رجعنا إلى السلف الصالح رضي الله عنهم لوجدنا منهم في هذا الباب عجبا؛ إذ كانوا مشغولين بعيوب أنفسهم عن عيوب غيرهم، بل ينظرون إلى أنفسهم نظرة كلها تواضع مع رفعتهم وعلو شأنهم رضي الله عنهم، بل كانوا يخافون إن تكلموا في الناس بما فيهم أن يبتلوا بما ابتلي به الناس من هذه العيوب، كما قال الأعمش: سمعت إبراهيم يقول: "إني لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلّم فيه إلا مخافة أن أُبتلى بمثله".
وقال الآخر: "كانوا ينهون عن فضول النظر كما ينهون عن فضول الكلام"، فكان السلف الصالح - رضوان الله تبارك وتعالى عليهم - يُربون تلاميذهم وأمتهم على ذلك؛ فكان عمر رضي الله عنه يُربي الأمة كلها من فوق المنبر فيقول: "رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي" فعرف أولئك الأخيار الأطهار أن الذي يضرك هو عيبك أنت، وأن الذي يسيء إليك هو ذنبك أنت لا ذنوب الناس وعيوبهم.
قيل للربيع بن خثيم: ما نراك تغتاب أحداً، فقال: لستُ عن حالي راضياً حتى أتفرغ لذم الناس.
وعن عون بن عبد الله قال: "لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه".
وعن ابن سيرين قال: "كنا نحدَّث أن أكثرَ الناس خطايا أفرغُهم لذكر خطايا الناس".
وقال الفضيل: "ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغى، وتتبع عيوب الناس، وكره أن يُذكَر أحدٌ بخير". وقال مالك بن دينار: "كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة، وكفى المرء شراً ألا يكونَ صالحا ويقعَ في الصالحين".
ويشتد الأمر خطورة إذا كانت الوقيعة والعيب في العلماء والدعاة والصالحين. قال ابن المبارك: "من استخف بالعلماء ذهبت آخرتُه، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته".
وقال بعضهم: "أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ولكن في الكف عن أعراض الناس".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك".
وقال عمر رضي الله عنه: "عليكم بذكر الله تعالى فإنه شفاء وإياكم وذكر الناس فإنه داء".
من تتبع عورات الناس
عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوارتهم، فإنه من اتبع عوراتهم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته"رواه الترمذي وحسنه، وحسنه الألباني.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "كان بالمدينة أقوام لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فأسكت الله الناس عنهم عيوبهم، فماتوا ولا عيوب لهم، وكان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم، فتكلموا في عيوب الناس، فأظهر الله عيوباَ لهم، فلم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا" رواه الديلمي في مسند الفردوس.
فالإنسان - لنقصه وحب نفسه - يتوفر على تدقيق النظر في عيب أخيه، فيدركه مع خفائه، فيعمى به عن عيبٍ في نفسه ظاهر، ولو أنه انشغل بعيب نفسه عن التفرغ لتتبع عيوب الناس، لكف عن أعراض الناس وسد الباب على الغيبة.
عجبت لمن يبكي على مــــــوت غيره دمـــوعاً ولا يبكي على موته دما
وأعجب من ذا أن يرى عــــــيب غيره يماً وفي عينيه عن عيبه عمى
وأبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها،
وقال تعالى:"مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) سورة الإسراء.وقال سبحانه :"(وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)سورة الأنعام.
وإذا كان العبد بهذه الصفة مشغولا بنفسه عن غيره ارتاحت له النفوس، وكان محبوبا من الناس، وجزاه الله تعالى بجنس عمله، فيستره ويكف ألسنة الناس عنه، أما من كان متتبعا عيوب الناس متحدثا بها مشنعا عليهم، فإنه لن يسلم من بغضهم وأذاهم، ويكون جزاؤه من جنس عمله أيضا؛ فإن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.
التغطية على العيوب من أسباب الانشغال بعيوب الناس:
وقد يكون انشغال العبد بعيوب الناس والتحدث بها بمثابة ورقة التوت التي يحاول أن يغطي بها عيوبه، سمع أعرابي رجلا يقع في الناس، فقال: "قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس، والشخص الذي يرى صورة نفسه صغيرة جداً تجده دائماً يضخم عيوب الآخرين.
عن محمد بن سيرين رحمه الله تعالى قال: "كنا نحدث أن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس". وكان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول : "كفى بالمرء إثماً ألا يكون صالحاً، ثم يجلس في المجالس ويقع في عرض الصالحين".
وقال أبو عاصم النبيل: لا يذكر الناس فيما يكرهون إلا سفلة لا دين لهم وقال بكر بن عبد الله :"إذا رأيتم الرجل موكّلا بعيوب الناس، ناسيا لعيوبه ـ فاعلموا أنه قد مُكِرَ به".
والإنسان ـ لنقصه ـ يتوصل إلى عيب أخيه مع خفائه، وينسى عيب نفسه مع ظهوره ظهورا مستحكما لا خفاء به.
إن الانشغال بعيوب الناس يجر العبد إلى الغيبة ولابد، وقد عرفنا ما في الغيبة من إثم ومساوئ يتنزه عنها المسلم الصادق النبيل كما أن الانشغال بعيوب الناس يؤدي إلى شيوع العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع ، فحين يتكلم المرء في الناس فإنهم سيتكلمون فيه، وربما تكلموا فيه بالباطل وإذا رجعت إلى السلف الصالح لوجدت منهم في هذا الباب عجبا؛ إذ كانوا مشغولين بعيوب أنفسهم عن عيوب غيرهم، بل ينظرون إلى أنفسهم نظرة كلها تواضع مع رفعتهم وعلو شأنهم ، بل كانوا يخافون إن تكلموا في الناس بما فيهم أن يبتلوا بما ابتلي به الناس من هذه العيوب.
كما قال الأعمش: سمعت إبراهيم يقول: "إني لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلّم فيه إلا مخافة أن أُبتلى بمثله".وبالإضافة إلى هذا كانوا يوقنون ويعملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يقول فيه: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"رواه الترمذي وحسنه النووي والسيوطي.
وقد لقي زاهد زاهداً فقال له : يا أخي ! إني لأحبك في الله، فقال الآخر: لو علمتَ مني ما أعلم من نفسي لأبغضتني في الله، فقال الأول: لو علمتُ منك ما تعلم من نفسك لكان لي فيما أعلم من نفسي شغل عن بغضك.
فيا أيها المسلم لك في نفسك شغل عن عيوب غيرك ؛ ففيك أضعاف أضعاف ما تراه في الآخرين ، فلا تفتح على نفسك باب الغيبة وسوء الظن وهتك أستار الناس بالانشغال بعيوبهم.