السبت، 4 أغسطس 2018

ذكاء الزوجة في ضعفها وجمالها في طاعتها وقلة عنادها


قبل ما أتزوج أكتشفت حاجة غريبة في بابا وأخويا عصام، بابا كان لما أطلب منه طلب وأدلع عليه كان يقول لي حاضر من عيوني وهعمل لك كل اللي أنتِ عايزاه، عصام أخويا بقى كنت كل ما أطلب منه طلب ساعات كنت اشخط فيه وأطلب الطلب بزعيق وصوت عالي وأحيانًا كنت بأمره لاقيته بيعاند ومستحيل يعمل لي طلبي، جات لي فكرة إني أعكس الموضوع بدأت اغير الاسلوب مع بابا شوية بقيت زنانة ولما أطلب منه حاجة أكشر في وشه وعايزاها حالًا دلوقت أو النهاردة تكون عندي بقى يطنش ويقول لي بكرا أو يرفض أو مفيش فلوس أو أنتِ كل ما تشوفيني تطلبي مني حاجة وكمان تكشري في وشي، عصام أخويا بقى قربت منه وبقيت اتمسح فيه زي القطة وأدلعه وأهزر معاه وبقينا اصحاب ومبقاش يرفض لي طلب ولو مش فاضي يفضي نفسه مخصوص عشان ينفذ طلباتي، من هنا بقى أكتشفت السر !
سر المهنة، مرة واحدة صاحبتي بتحكي لي إنها أول ماتزوجت بعدها بحوالي أسبوع كانت واقفة في المطبخ ونادت على زوجها ولما وصل لعندها كانت عايزة الخلاط من على الرف بس رف عالي شوية، قالت له هات لي الخلاط ده عشان هعمل عصير رد عليها وقال لها أنتِ جيباني من جوا عشان اجيب لك الخلاط ! ما تطلعي ع الكرسي وتجبيه لنفسك أنتِ هتأمريني من أولها أنا بس اللي أأمر هنا ومش جايب الخلاط عنك ما عملتي عصير!
قالت لي يومها إنها كانت حاسة إن في حاجة غلط هي السبب في رد فعله ده ! انها شخطت فيه برغم إنه معملهاش حاجة ! من وقتها وهي مش بتطلب منه أي طلب غير وهي مبتسمة وتقول له "حبيبي لو سمحت ربنا يعزك عايزة كذا، حبيبي ربنا يكرمك ممكن تجيب لي كذا، حبيبي بعد اذنك ممكن تعمل كذا" لدرجة إنه بقى يعمل زيها وكل طلباته أولها حبيبتي لو سمحتِ، أو بعد اذنك، أو من فضلك..
وقالت لي إن الحياة بتكون حلوة لما نأخد بالنا من التفاصيل الصغيرة دي، وبما إننا برا مع الاغراب عندنا ذوق ولباقة في الكلام، مش أهل بيتنا أولى واحق برضوا بالذوق واللباقة دي !
كمان أكتشفت حاجة أغرب وأغرب، أنا كنت في كلية رياض أطفال ولما أتخرجت كانت واحدة قريبتي بتشتغل مديرة في حضانة كبيرة قالت لي إنهم محتاجين لمدرسات في الحضانة فقدمت وأتقبلت، وأشتغلت وبدأت أتعرف على الاطفال وأحفظ أساميهم وأتعرف على شخصياتهم، كان في ولد جنتل أوي أسمه كرم ومعاه بنات عمه واحدة اسمها فريدة والتانية اسمها نورهان، البنتين كانوا بنات عم برضوا مش أخوات، مواقفهم سوا كانت مضحكة جدًا، يعني كرم كان أحيانًا بيخلي فريدة تشيل شنطته وشنطتها وهو ماشي جمب منها زي الباشا ولو شاف نورهان شايلة ورقة بياخدها منها يشلها لها هو! استغربت جدًا تصرفاته مع البنتين لما ركزت أكتر لاقيت إن نورهان دلوعة وبتتكلم دائمًا بصوت واطي جدًا وبتعيط لما تضايق ومش بتخبي ضعفها على عكس فريدة، إنما فريدة كانت جبروت تشخط في كرم وتزعق فيه وتتحداه على طول، مرة كانوا بيلعبوا سوا هما التلاتة كورة مع بعض لاقيت كرم بيبعد الولاد عن نورهان عشان معاها الكورة وخايف حد يجي جمبها أو تتجرح ولما الكورة بقت مع فريدة بقى هو اللي يزقها ويلعب معاها بحدة، معجبنيش تصرفات كرم خالص مع فريدة والغريب أكتر إن عمرها ما أشتكت منه ولا مرة برغم إنه كان دايمًا يزعق فيها ويوقعها ويرفض يتأسف لها، لما اتكلمت معاه بيني وبينه قال لي جملة غريبة جدًا! قال لي فريدة عاملة زي الولاد أنا مش بحبها زي نورهان !
لما فكرت وعملت مقارنة لاقيت إن الولد منجذب أكتر للبنت الرقيقة اللي باينة إنها ضعيفة ومحتاجة مساعدته، مش اللي مسترجلة وبتتعامل معاه ند بند على انها ولد زيه وهو كل رد فعله اتجاهها في كل مرة إنه بيحاول يكسر عِندها ويستفزها أو يوقعها ويجرحها لإن تصرفاتها بالنسبة له كانت شاذة مش عارف يتقبلها من بنت، بينما نورهان كان همه طول الوقت إنه يحميها ويأخد باله منها ويحافظ عليها من أي خدش برغم إنها كانت تقدر تعمل زي فريدة لكن هي تقريبًا كانت مستمتعة بدور الاميرة و كرم واخد دور الخادم المخلص..
ما بين فترة التخرج والشغل دي أتقدم لي أمير ابن خالي متخطبناش كتير لإننا كنا بنحب بعض من زمان ومحدش فينا صارح التاني، وعرفنا بعد ما اتخطبنا ومصدقنا نتجوز بصراحة هما قالوا البنت لابن خالها وأنا قولت آمين، فترة الحب اللي من بعيد لبعيد دي حاجة والزواج والمعاملة عن قرب دي حاجة تانية خااااااالص..
بدأنا نحط أسس واحدة واحدة لحياتنا وبصراحة محاولتش إني استرجل ولا مرة عليه لإن كان عندي فكرة مسبقة عن النتيجة، وأتقنت اللعبة ومن هنا حسيت نفسي شريرة جدًا بصراحة !!
لما كنا نتخانق كنت ببقى كويسة معاه جدًا وأتعامل معاه برقة أكتر من واحنا متصالحين لحد ما يحس إن هو اللي غلطان وكان بيجي يعتذر لي هو ويصالحني وساعات كان بيبقى في هدايا وهدايا حلوة جدًا كمان..
لما يكون برا وراجع من الشغل أو أي مشوار بستقبله وأول ما عينه تيجي في عنيا أضحك جدًا ألاقيه بيقولي في إيه يا عبيطة أقول له أصلك وحشت العبيطة يروح ضاحك ومنشكح أوي وساعات كان بيتكسف مني، دا في الاول بس بعدين الادوار اتبدلت وبقى هو اللي يعمل كده، كمان كنت ساعات تطلع في دماغي وأقول له أعزم أصحابك على الغدا أو أخرج معاهم اتفسحوا فسحة حلوة كان ساعات يفرح جدًا وينزل وساعات يقول لي لأ مش عايز أنزل وأسيبك وساعات تانية يقول لي لأ عايز أخرج معاكِ أنتِ..
مرة جبت له تذاكر ماتش كورة ليه هو أصحابه وفاجأته يومها فرح جدًا زي الطفل وفضل شهر بحاله يقول لي كل يوم حلوة أوي فكرة تذاكر الماتش دي أصحابي مكنوش مصدقين أنك كنتِ عاملة مفاجأة ليا أصلك متعرفيش زوجاتهم بيعملوا إيه لو واحد نزل يسمع الماتش في القهوة بس !!!!
مرة تانية قولت له احنا هناخد اجازة شوية من الجواز وهنقل في الاوضة اللي جمبك يومها فضل يضحك ويهزر ويقول لي أحسن حاجة هنام في السرير كله لواحدي يومها بليل لاقيته بيتسحب وجاي ينام جمبي وبيقولي معرفتش أنام وأنتِ مش جمبي..
لما بيعمل تصرف يعصبني بستعوض ربنا وبقول معلش بكرا أبني يتجوز ويطلع عين بنت الناس معاه، بقيت افهمه غلطه براحة واقوله بهدوء أنتَ عملت كذا كذا شكرًا واللَّه انك اتصرفت بس ياريت المرة الجاية ابقى اسألني عشان متتعبش نفسك وتوجع دماغك على الفاضي أنا خايفة عليك، بقى يتصل بيا لنا يكون برا دائمًا ويسألني عايزة إيه مخصوص عشان ميتعبش نفسه ويجيب حاجة زيادة بس أنا كنت المستفيدة بصراحة لإنه كان بيجيب اللي أنا محتاجة له مش اللي هو عايز يجيبه وخلاص..
كمان من الحاجات اللي اثرت فيه جدًا إني كنت بشكر فيه قدام أهلي أو أهله وأقول عنه كلام حلو قدامهم، مرة حصلت بينا مشكلة واتخاصمنا ووالده عرف وحب يتدخل ويصالحنا على بعض وقال لي الولد ده عمل لك إيه قول لي وأنا أكسرلك دماغه، يومها مسكت في إيد زوجي وأنا ببتسم وقولت لحمايا إنه مستحيل يزعلني وإننا كويسين مع بعض يومها بالليل لاقيته جاي يقول لي أنا أسف حقك عليا..
من الحاجات اللي قررنا نطبقها إننا نحط تليفزيون في غرفة النوم ومكتبة وركنة حلوة عشان نقعد فيها، كنت قرأت قبل كده إن الرسول عليه الصلاة والسلام كانت لكل زوجة من زوجاته غرفة واحدة كانت هي دي غرفة النوم وغرفة المعيشة في نفس الوقت هي اللي فيها اللحظات الحلوة والكلام اللي مينفعش يخرج للناس والخناق والزعل و الفرح كله في غرفة واحدة، لما كل واحد بيكون في غرفة ويتلهي في حاجة الحياة بتكون مملة لكن لما نتجتمع سوا حتى لو مش قاعدين مع بعض بيكون في أُلفة أكتر..
كله كوم واللعب مع بعض زي الاطفال كوم تاني احساس جميل إنك تلاقي إنسان عنده نفس ميولك الطفولية ونفس تفاهتك ومرحك وبصراحة دي بتكون أحلى لحظاتنا سوا المقالب والهزار والضحك واللغوصة سوا ويسرح لي شعري كأني بنته ولما يقرر يحط لي مكياج كان بيطلع شكلي حلو بصراحة!
أهم نقطة بالنسبة لي كـ زوجة إن كل حاجة أنا عايزاها كانت بتحصل وهو كان بيكون راضي وموافق، بس في نفس الوقت كان هو فاهم إن أنا طيبة ومكسورة الجناح وأنا من مصلحتي إن زوجي يفضل شايفني كده بصراحة، لأن مفيش ست على وش الأرض مهما كانت قوية هتستحمل إنها تتعامل على إنها راجل مش عشان هي مش عايزة، لأ، عشان هي مش هتقدر تستحمل، لإن فطرتها هترفض إنها تتعامل على إن هى راجل، ربنا خلقها هشة وشفافة لازم تتعامل برقة ولين لإنها زي ما قال عنها النبي صلى اللَّه عليه وسلم "اسْتَوْصُوا بالنساء خيرا، فإن المرأةَ خُلقت من ضِلَع، وإن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإِن ذهبتَ تُقيمُهُ كسرتَهُ، وإِن تركتَهُ لم يزلْ أعوجَ، فاستوصوا بالنساء" خُلقت من ضلع أعوج يعني "مقوس" ) لو حاولت إنك تعدل الاعوجاج لخط مستقيم هتكسرها لإن هي منتهى كمالها في إنحاء الضلع ده عشان تكون أنتَ كـ رجل قوي وشرس مع كل الناس بس تيجي عندها هي تخفف القوة والشراسة وتتعامل بلين وطبطبة، مش من مصلحة الإنثى إن المجتمع يعاملها على إنها زيها زي الراجل وإلا كان ربنا خلقنا كلنا نوع واحد بس !
الإنثى جُبلت على الرقة والهدوء والحياء وكل ما هو جميل وجاذب للعين وأي شيء عكس ذلك فهو مخالف للفطرة، النبي عليه الصلاة والسلام قال عن النساء "" يا معشر النساء تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقلن: وبم ذلك يا رسول الله؟ قال تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين، أذهب للب الرجل الحازم، من إحداكن يا معشر النساء""
وكان صلى اللَّه عليه وسلم يقصد بنقص العقل إن شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل، وكان صلى اللَّه عليه وسلم يقصد بنقص الدين إنها إذا حاضت لا تصلي ولا تصوم، وتكفرن العشير المقصود بها إنها لو زعلت بتنكر أي حاجة حلوة اتعملت عشانها قبل كده وكإنها متعملتش وتفضل تقول عمرك ما جبت لي وعمرك ما عملت لي وقت ما تزعل، لكن لما تصفى وتروق بتنسى..
"وأذهب للب الرجل الحازم" يعني بتطير عقل الراجل برقتها وأنوثتها مهما كان صاحب منصب أو حازم وقوي!
لازم الأنثي تتعامل مع "زوجها" وتعامله على إنها أنثي عشان تكون هي الملكة.. مش الاسيرة.
اسماء شميس
x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق