الاثنين، 23 يوليو 2018

حكمة الله في الابتلاء

دكتور محمد عمارة المدينة: تأملات قرآنية (145) حقيقة الابتلاء
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ .....} [البقرة: 155].
يخبر سبحانه أن ابنتلاء العباد بالمحن أمر لا بد من حصوله، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده.
والابتلاء يقع لجميع الخلق غير أن ابتلاء أهل الإيمان أشد وفِي الحديث: {أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل}.
ومن حِكَم الابتلاء تمحيص الله تعالى لعباده: {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}، وقد يكون الابتلاء قصاصاً في الدنيا مما تقترفه أيدي العباد، قال تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَ هَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ}، كما قد ينزل البلاء على العباد رفعاً للدرجات، أو وضعاً للآصار وتكفيراً للخطايا والسيئات، قال رسول الله: (من يرد الله به خيراً يُصِبْ منه ). وفِي الصحيح: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكة يُشاكها).
والابتلاء بالسراء تارة، وبالضراء من خوف وجوع أخرى؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله، أو الجوع، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك.
كما يكون الابتلاء بذهاب الأموال أو بعضها ومن ذلك سرقتها أو استيلاء الظالمين عليها.
والابتلاء بنقص الأنْفُسِ أي: ذهاب الأحباب من الأولاد، والأقارب، والأصحاب، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد، أو بدن من يحبه.
وقلة الثَّمَرَاتِ ببرد، أو حرق، أو آفة سماوية من جراد ونحوه.
ووقوع البلاء  يجعل الناس قسمين: جازعين وصابرين، فالأول، حصلت له المصيبتان، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، فرجع بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكر، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان.
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب، فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا، واحتسب أجرها عند الله، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له ، فهذا قد صارت المصيبة نعمة في حقه؛ لعظم أجره وعظيم ثوابه، ولهذا قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) أي : بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.
قد يظن البعض أن الابتلاء مجرد السلب، وهذا خطأ فالابتلاء كذلك في العطاء، قال الله تعالى حكاية عن سليمان وهو النبي الملِك الذي أعطي من الملك ما لم يعط غيره من الأنبياء: {  قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ}
هذا التمكين والملك والسلطان الذي أنا فيه حتى يحمل إليّ عرش هذه في قدر ارتداد الطرف من مأرب إلى الشام، من فضل ربي الذي أفضله عليّ وعطائه الذي جاد به علي، ليبلوني, يقول: ليختبرني ويمتحنني، أأشكر ذلك من فعله عليّ، أم أكفر نعمته عليّ بترك الشكر له.
والابتلاء لا يقتصر فقط على ما ذكر وإنما هي أمثلة على أهم أنواعه، فقد يكون في زوجة ناشز، أو ولد عاق، أو والد جافٍ، أو جار سوء، أو نوع واحد من الولد أو عدم الولد أصلا، وقد يكون الابتلاء في هيئة حسنة أو قبيحة، أو قوة بدن أو ضعفه، أو محبة من الخلق أو مذمتهم، وقد يكون الابتلاء كما وقع لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وغير ذلك كثير.
كما أن سنة الابتلاء لا تتنافى مع ما يظهر من الحياة الطيبة لبعض الخلق فربما يكون عندهم من الابتلاء ما لا يُعلم، وربما ينتفي الابتلاء بالشر عنهم ويبقى الابتلاء بالخير من النعم لهم، وفي النهاية كل ذلك بقدر وحكمة، ولا يظلم ربك أحدا!
د. محمد عمارة

الاثنين، 16 يوليو 2018

الفرق بين الجاهلية الاولي والجاهلية الحديثة

    □ *تأملات* □   ماذا لو علمت الجاهلية الأولى بما يجري في الجاهلية الحديثة ؟؟!كفار قريش عندما أخذوا من كل قبيلة رجلاً ..
وذهبوا ليقتلوا النبي { صلى الله عليه وسلم } ،
ظلوا واقفين على باب بيته طول الليل .. بانتظار أن يخرج لصلاة الفجر .رغم أنهم كانوا قادرين أن يقتحموا البيت من أول لحظة ويهدموه على رأس كل من فيه ، احدهم حاول أن يقترح الفكرة .. - مجرد اقتراح -
رد عليه أبو جهل بكل عنف :( وتقول العرب أنا تسورنا الحيطان و هتكنا ستر بنات محمد !!؟)كفار قريش كان عندهم الحد الأدنى من النخوة والرجولة ، كانوا يعرفون إن البيت فيه نساء ،
ولايجوز أن نقتحمه ، لايجوز أن نكشف سترهم ، أو ننتهك خصوصيتهم .أبو جهل حينما غضب ،
وضرب أسماء بنت أبي بكر ( رضي الله عنهما ) على وجهها طيشاً ،
ظل يترجاها و يقول لها : (خبئيها عني ، خبئيها عني) ،
أي لاتخبري أحداً .. أي : لا تفضحيني ، ( ويقول الناس أني ضربت إمرأة )أبو سفيان لما كان كافراً ،
خرج مع قافلة من قريش في أرض الروم ،
فاستدعاهم هرقل ملك الروم ليسألهم عن محمد .. { صلى الله عليه وسلم }
سألهم : هل تتهمونه بالكذب ؟ هل يغدر ؟ هل يقتل ؟ أبو سفيان يقول :- ( فوالله ، لولا الحياء أن يأثروا عليّ الكذب لكذبته) . يعني رفض شتم النبي
{ صلى الله عليه وسلم }لأنه خاف إذا رجعوا مكة ،
يقال إن أبا سفيان كذب .. خاف على سمعته وهو كافر .العظمة هنا .. ليست موقف أبو جهل أو موقف أبو سفيان ..
العظمة في المجتمع .. أبو جهل لم يكن ليخاف لو لم يكن يعلم أن المجتمع سيرفض عمله .لم يقتحموا على النبي بيته لأنهم كانوا يعرفون موقف المجتمع ، أبو سفيان خاف لو رجع تصبح كذبته عليه ذِلة إن كذب ،
ولأنه يعرف إن المجتمع سينبذه ويرفضه .المجتمع الجاهلي الكافر كان عنده أخلاق .. وعزة وإنسانية .أما الآن فهناك سفك للدماء وهتك لحرمة البيوت على الملأ ، وتفاخر بقلة الشرف و الدناءة في السلم والحرب .
الآن إذا اختلفنا مع مسلم وليس مع كافر ، نتراشق معه بالسب  ،
ونؤلف عنه القصص ، وكلما جاءتنا قصة عمن اختلفنا معه صدقناها ونشرناها عنه وبنينا عليها المواقف .

وللاسف،    *اخوة*
      *جيران*          *واصدقاء*
             *وموظفين* ،
            مجرد الاختلاف ،         ننسى اننا مسلمين ،
   ونتفنن في الإيذاء ¤فلنتق الله ،
وإن اختلفنا مع احد ،
نتذكر ما كان له من أمور طيبة ، ولا نخوض في عرضه ولا نؤذيه .
○ *إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم* ○

الأحد، 15 يوليو 2018

مبارزة شعرية عن حال الامة العربية

#فن_الرد
عندما غنت فيروز :
الآن الآن وليس غداً ... أجراسُ العودةِ فلتُقرع .
--------------------
رد عليها نزار قباني :
مِن أينَ العـودة فـيروزٌ .... والعـودة ُ تحتاجُ لمدفع .
عـفواً فـيروزُ ومعـذرة ً .... أجراسُ العَـودة لن تـُقـرع .
خازوقٌ دُقَّ بأسـفـلنا .......... من شَرَم الشيخ إلى سَعسَع ْ .
--------------------------أما تميم البرغوثي فيقول رداً على نزار :
عـفواً فيروزٌ ونزارُ ..... فالحالُ الآنَ هو الأفظع .
إنْ كانَ زمانكما بَشِـعٌ .... فزمانُ زعامتنا أبشَع .
أوغادٌ تلهـو بأمَّـتِـنا ..... وبلحم الأطفالِ الرّضـَّع ْ.
والمَوقِعُ يحتاجُ لشعـْب ..... والشعـبُ يحتاجُ المَدفع ْ.
والشعبُ الأعزلُ مِسكينٌ ..... مِن أينَ سيأتيكَ بمَدفع ْ؟ا
--------------------------
رد الشاعر العراقي على قصيدتيْ نزار قباني و تميم البرغوثي :
عفواً فيروز ونزار .... عفواً لمقامكما الأرفع .
عفواً ... تميم البرغوثي .... إن كنت سأقول الأفظع .
لا الآن الآن وليس غداً .... أجراسُ التّاريخ تُقرع .
بغدادٌ لحقت بالقدس ... والكلّ على مرأى ومسمع .
والشعب العربي ذليلٌ ...ما عاد يبحث عن مدفع .
يبحث عن دولار أخضر يدخل ملهى العروبة أسرع .
----------------------
ورد عليهم جميعا الشاعر السوداني قيس عبدالرحمن عمر بقوله :
عفواً لأدباءِ أُمّتنا... فالحال تدهور للأبشع .
فالثورة ماعادت تكفي ... فالسَفَلَة منها تستنفع .
والغيرة ما عادت تجذبنا... النخوة ماتت في المنبع .
. لا شئ عاد ليربطنا
. لا دين بات يوحدنا
. لا عرق عاد فيترفع
عفواً أدباء زماني ....
فلا قلمٌ قد بات يوحّد أمتنا ..
والحال الآن هو الأبشع .
_____________________
وردت عليهم جميعا الشاعرة السودانية سناء عبد العظيم بقولها :
عفواً فيروز ونزار عفواً لمقامكما الأرفع.
عفواً لتميمٍ، وعراقي، إني بكلامك لم أقنع.
عفوا لأخينا سوداني من أيدِي شعراءٍ أربع .
النخوة لازالت فينا شيباً شبّاناً أو رٰضَّع .
سنعود نعود كما كُنَّا وسترفع أمتنا الأشرع .
وتسير سفينة أمتنا وتخوض الموج ولن تُصرع .
ونَقودُ الناس كما كُنَّا في عهد مُحمد لم نجزع .
فيروزُ إنتظري عَودتنا كادت أجراسكِ أن تُقرع .
قباني صبراً قباني المدفع يحتاج لمصنع .
والمصنع أوشك أن يُبنى والخيرُ بأمتنا ينبع .
عفوا لتميم البرغوثي فالشعب محال أن يقنع .
مهلا لعراقي شاعرنا أجراس التاريخ ستُقرع .
وتعود القدس وبغدادُ ونصلي في الأقصى ونركع .
لن نرضى أبداً بالذُّلِّ وقريباً للشام سنرجع .
سنعود لنهج محمدنا ولنهج صحابته الأرفع .
ويعود المجد لأمّتنا ونقود الدنيا نتربع .
فالله وعدنا بالنصر إنا للنصر نتطلَّع .
سيعود العزُّ لأمتنا ولغير الله لن نخضع .ّ

الخميس، 5 يوليو 2018

ما سبب حقد امريكا واوروبا علي تركيا والخلافة العثمانية . موقعة موهاكس

معركة موهاكس
هل تعرفون سبب تشويه الخلافه العثمانيه وتسميتها بالاحتلال العثماني..؟!!!
ولماذا حرفوا التاريخ وقالو انها تركةالرجل المريض.؟ هل سمعتم عن
معركة موهاكس
إنها ليست معركة، بل كانت مذبحة!!
ﻻ يمكن أن تنساها أوروبا
ذهب مبعوث سليمان القانوني لأخذ الجزية من ملك المجر وزعيم أوروبا وقتها: "فيلاد يسلاف الثاني"وكانت المجر هي حامية الصليبية في أوروبا وقتها، فقام بذبح رسول سليمان القانوني باشارة من البابا في الفاتيكان،فقد استعدت الكنيسة وأوروبا جيدا
فجهز سليمان القانوني جيشه، وكان عبارة عن 100 ألف مقاتل، و350 مدفع، و800 سفينه.
وحشدت أوروبا جيشها،
واقامت تحالف مكون من
احدى وعشرين دولة
يعني قارة اروبا كلها الا بعض ولايات فرنسا والبرتغال.
فبلغ حشدهم 200 ألف فارس، منهم 35 ألف فارس مقنع كاملا بالحديد،
فخرج لهم ملك المسلمين سليمان القانوني حفيد القائد محمد الفاتح
لمسافة حوالي 1000 كيلوا (طول مصر)، وفتح معظم القلاع في طريقه لتأمين خطوط
وفتح قلعة (بل اقراد) الحصينة
واجتاز بقواته نهر الطولة الشهير، وانتظر في وادي موهاكس، جنوب المجر، وشرق رومانيا، منتظرا جيوش أوروبا المتحدة بقيادة فيلاد والبابا نفسه.
كانت مشكلة سليمان التكتيكية هي كثرة فرسان الرومان والمجر المقنعين بالحديد ،فتلك الفرسان لاسبيل لإصابتهم بالسهام أو الرصاص أو المبارزة، لتدريعهم الكامل.
فماذا يفعل؟
صلى الفجر، ووقف قائلا لجنوده وهم ينظرون لجيوش أوروبا المتراصة، التى لا يرى الناظر آخرها
فخطبهم حتى بكى الجيش الاسلامي
فهو في مواجهه لمعركة مصيرية  واصطفّ الجيشان.
اعتمدت خطة سليمان على الآتى:
وضع تشكيل جيشه بطريقة 3 صفوف على طول 10 كم ..
ووضع قواته الإنكشارية في المقدمة وهم الصفوة، ثم الفرسان الخفيفة في الصف الثاني، معهم المتطوعة والمشاة،وهو والمدفعية في الصف الأخير.
هجم المجريون عقب صلاة العصر على حين غِرة، فأمر سليمان قوات الانكشارية بالثبات والصمود ساعة فقط، ثم الفرار.
وأمر الصف الثاني الفرسان الخفيفة والمشاة بفتح الخطوط والفرار من على الأجناب، وليس للخلف.
وبالفعل صمدت قوات الانكشارية الأبطال، وأبادت قوات المشاة الأوروبية كاملة في هجومين متتاليين، بقوات بلغت عشرين ألف صليبي في الهجمة الوحدة.
وانقضَّت ( القوة الضاربة ) للأوربيين وهي قوات الفرسان المقنعة بالكامل، ومعها 60 ألفاً آخرين من الفرسان الخفيفه.
وحانت لحظة الفرار وفتح الخطوط وانسحبت الانكشارية للأجناب وتبعتها المشاة.
أصبح قلب الجيش العثماني مفتوحا تماما
فانحدرت  قوات أوروبا بقوة 100 ألف فارس مرة واحدة نحو قلب القوات العثمانية!!!
فماذا كانت الكارثة التي حلت بهم
أصبحوا وجها لوجه أمام المدافع العثمانية مباشرة على حين غرة، والتى فتحت نيرانها المحمومة وقنابلها عليهم من كل ناحية،ولساعة كاملة انتهى الجيش الأوروبى وأصبح من التاريخ..!!!
وحاولت القوات الأوروبية فى الصفوف الخلفية الهرب لنهر الطولة فغرقوا وداسوا بعضهم البعض، فغرق الآلاف منهم تزاحما، وسقط الفرسان المقنعين، بعد أن ذاب الحديد عليهم من لهب المدافع ..!!!
واراد الجيش الأوروبى الاستسلام.
فكان قرار سليمان الذي لن تنساه أوروبا له حتى الآن وللأتراك العثمانيين وتذكره بكل حقد : لا أسرى !!!!
أخذ الجنود العثمانيون يناولون من يريد الأسر من الأوروبيين سلاحه ليقاتل أو يذبح حيا !!!
وبالفعل قاتلوا قتال الميئًوس واليائس.
وانتهت المعركة بمقتل فيلاد، والأساقفة السبعة الذين يمثلون المسيحية، ومبعوث البابا، وسبعون ألف فارس.. ورغم هذا، تم أسر 25 ألفاً كانوا جرحى!!!
وتم عمل عرض عسكري في  العاصمة المجرية من قبل العثمانيين، وقبَّل الجميع يد سليمان تكريما له، بما فيهم الصدر الأعظم، ونظم شئون الدولة ليومين ورحل!!!
وارسل المسلمون في مكة والمدينة والقدس ومصر و…
رسائل التهنية لملكهم العظيم على هذا النصر الساحق
انتهت أسطورة أوروبا والمجر، وجيوشهم!!!
ولا يزال المجريون الى الان يئنون من هذه الهزيمة
واما المسلمون فقد استشهد منهم  1500 شهيدا، وجرح 3000 آلاف، والجيش في كامل قوته لم يُستنزَف أبداً !!!
ملحوظة
هذه المعركة أغرب معركة في التاريخ، من حيث سرعة الحسم، وما زالت تثير تساؤلات واستهجان وحقد ودهشة البعض من المؤرخين الأوربيين.
انشروها لكي يعرف المسلمون معنى العزة والنصر ولكي نعرف من هوالسلطان سليمان القانوني الذي يصورونه مشوها في مسلسل حريم السلطان الذي يراد به تشويه تاريخ وجهاد هذا البطل المجاهد!
#من روائع_ تاريخ وأمجاد _أسلافنا الإسلامي
مررها لاهلك وأبنائك  ليعلموا تاريخنا المجيد .



الأربعاء، 4 يوليو 2018

هل لفرشاة الأسنان فضيلة السواك ؟!وبماذا نستاك؟

السؤال:
إذا توضأ الإنسان ولم يجد سواكا ، فهل يقوم معجون الأسنان مقامه ؟ وهل يثاب فاعله على ذلك ؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولاً :
السواك من السنن النبوية الثابتة التي ورد في فضلها والحث عليها أحاديث كثيرة ،
والأحاديث الواردة في فضل السواك والحث عليه :
تشمل كلَّ آلةٍ يتم بها تنظيف الأسنان ، إذا تحقَّق بها المقصود ، ونوى التسنُّن بذلك ، وسواء تم ذلك بعود الأراك ، أو عود الزيتون ، أو النخيل أو غيره .
ويدخل في ذلك : " فرشاة الأسنان" حيث يتحقق بها دَلْك الأسنان وتنظيفها ، بل إن الفرشاة يتم بها تنظيف باطن الأسنان بسهولة ويسر ، مع اشتمالها على مواد مطهرة ومنظفة .
ويدل على دخولها في هذا الفضل أمور :
الأول :
أن كلمة "السواك" في أصل معناها اللغوي تطلق على عملية "دلك الأسنان" بغض النظر عن الآلة التي تستعمل في ذلك ، ثم قيل لما يستخدم في هذا الدلك : سواك ، وغلب إطلاقه عرفاً على : " عود الأراك ".
قال الزبيدي :
" ساكَ الشَّيءَ يَسُوكُه سَوْكًا :
دَلَكَه ، ومِنْهُ أُخِذَ المِسواكُ " .
انتهى من " تاج العروس " (27/215) .
وقال ابن دقيق العيد :
" السِّواك يُطلق ويُراد به :
الفعل ، الذي هو المصدر ، ومنه :
( السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ ) ...
ويقول الفقهاء :
السواك مستحب ، السواك ليس بواجب ، وغير ذلك مما لا يمكن أن يوصف به إلا الفعل .
ويُطلق ويراد به الآلة التي يُستاك بها " انتهى من " شرح الإلمام" (1/10) .
وقال ابن الأثير :
"والْمِسْوَاكُ :
مَا تُدْلَكُ بِهِ الأسْناَن مِنَ العِيدانِ ، يُقَالُ سَاكَ فَاه يَسُوكُهُ :
إِذَا دَلَكه بالسِّواك" انتهى من " النهاية في غريب الحديث والأثر" (2/ 425).
وقال الإمام النووي :
" السِّوَاك :
هُوَ اسْتِعْمَال عود ، أَو نَحوه ، فِي الْأَسْنَان لإِزَالَة الْوَسخ ، وَهُوَ من ساك ، إِذا دلك ، وَقيل من التساوك ، وَهُوَ التمايل " .
انتهى من " تحرير ألفاظ التنبيه " (ص: 33) .
فالسواك :
ليس محصوراً بعود الأراك كما قد يفهم البعض ، بل هو اسم لعملية دلك الأسنان وتنظيفها بأي آلة كانت ، ويطلق على أي عود يتم به تنظيف الأسنان ، ولم يقصره أهل اللغة على " عود الأراك".
الثاني :
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر في تسوكه على " عود الأراك " ، بل كان يتسوك به - وهو الغالب - وبغيره أيضاً .
فمما ورد من استياكه بعود الأراك ما جاء عن عَبْدِ اللهِ بن مسعود قَالَ :
" كُنْتُ أَجْتَنِي لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ..."
رواه أحمد (3991) ، وأبو يعلى الموصلي في مسنده (9/ 209) واللفظ له ، وحسنه الألباني .
واستاك النبي صلى الله عليه وسلم - كذلك - بعودٍ من النخيل .
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ :
" تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي ، وَفِي يَوْمِي ، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي ، وَكَانَتْ إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ ، فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَالَ :
( فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى ، فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى ).
وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً ، فَأَخَذْتُهَا ، فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا ، وَنَفَضْتُهَا ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ ، فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا ، ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا ، فَسَقَطَتْ يَدُهُ ، أَوْ : سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ " رواه البخاري (4451) .
" والْجَرِيدَةُ :
غُصْنُ النَّخْلِ "
انتهى من " طلبة الطلبة " (ص: 161) .
وقال الفيومي :
" وَالْجَرِيدُ :
سَعَفُ النَّخْلِ ، الْوَاحِدَةُ جَرِيدَةٌ ، وَإِنَّمَا تُسَمَّى جَرِيدَةً إذَا جُرِدَ عَنْهَا خُوصهَا "
انتهى من " المصباح المنير " (1/ 96).
الثالث :
أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر بالسواك لم يحدد لأصحابه شجرة معينة تؤخذ منه ، وكانت العرب تستاك بأشياء كثيرة .
جاء في " البيان والتبيُّن " للجاحظ (3/ 77) :
" قضبان المساويك : البشام ، والضّرو ، والعُتم والأراك ، والعرجون ، والجريد ، والإسحل "
[ وكلها أسماء أشجار معروفة عند العرب] .
وينظر أيضا :
" مشكلات موطأ مالك بن أنس" للبطليوسي (ص: 72) .
قال ابن عبد البر :
" وَكَانَ سِوَاكُ الْقَوْمِ : الْأَرَاكَ ، وَالْبَشَامَ ، وَكُلَّ مَا يَجْلُو الْأَسْنَانَ وَلَا يُؤْذِيهَا وَيُطَيِّبُ نَكْهَةَ الفم : فجائز الاستنان به " انتهى من " الاستذكار " (1/365) .
الرابع :
أن الفقهاء لم يقصروا حكم السواك على " عود الأراك " ، بل ذكروا أن التسوك يتحصل بكل ما يتحقق به تنظيف الفم من عود خشنٍ ونحوه .
قال ابن عبد البر :
" وَالسِّوَاكُ الْمَنْدُوبُ إِلَيْهِ :
هُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ الْعَرَبِ ، وَفِي عَصْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَذَلِكَ الْأَرَاكُ وَالْبَشَامُ ، وَكُلُّ مَا يَجْلُو الْأَسْنَانَ " .
انتهى من" التمهيد" (7/ 201) .
وقال :
" وَكُلُّ مَا جَلَا الْأَسْنَانَ ، وَلَمْ يُؤْذِهَا ، وَلَا كَانَ مِنْ زِينَةِ النِّسَاءِ : فَجَائِزٌ الِاسْتِنَانُ بِهِ "
انتهى من " التمهيد " (11/213) .
وقال النووي :
" وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَاكَ بِعُودٍ من أراك ، وبأي شئ اسْتَاكَ ، مِمَّا يُزِيلُ التَّغَيُّرَ :
حَصَلَ السِّوَاكُ ، كَالْخِرْقَةِ الْخَشِنَةِ ، وَالسَّعْدِ ، وَالْأُشْنَانِ " انتهى " شرح صحيح مسلم "
(3/143) .
وقال العراقي :
" وَأَصْلُ السُّنَّةِ تَتَأَدَّى بِكُلِّ خَشِنٍ يَصْلُحُ لِإِزَالَةِ الْقَلَحِ [ أي صفرة الأسنان ] "
.
انتهى "طرح التثريب " (2/ 67) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ السِّوَاكُ عُودًا لَيِّنًا يُطَيِّبُ الْفَمَ وَلَا يَضُرُّهُ ، وَلَا يَتَفَتَّتُ فِيهِ ، كَالْأَرَاكِ وَالزَّيْتُونِ وَالْعُرْجُونِ " انتهى من " شرح عمدة الفقه " (1/ 221) .
وقال الشيخ ابن عثيمين : " ويحصل الفضل بعود الأراك ، أو بغيره من كل عود يشابهه " .
انتهى من " شرح رياض الصالحين" (5/226) .
ولم يقل أحد من أهل العلم ، فيما نعلم ، أن السواك قاصر على "عود الأراك" ، بل كلماتهم متوافرة على أن السواك يحصل بغيره مما يحقق المقصود .
الخامس:
أن السواك ليس عبادة محضة ، بل هو عبادة معقولة المعنى ، والمقصود منه تنظيف الأسنان وتطييب رائحة الفم ، وهذا يتحقق بأي آلة تحقق المقصود .
قال شيخ الإسلام : " وَلِأَنَّ السِّوَاكَ إِنَّمَا شُرِعَ لِتَطْيِيبِ الْفَمِ وَتَطْهِيرِهِ وَتَنْظِيفِهِ " .
انتهى من " شرح عمدة الفقه " (1/218) .
وبهذا يتبين :
أن الفضل الموعود به في النصوص الشرعية هو لعملية التسوك لا لآلة التسوك ، فليس هذا الفضل لعود الأراك ؛ بل لعملية تنظيف الفم والأسنان .
قال في "عون المعبود " (1/ 46) : " وَهُوَ يُطْلَقُ عَلَى : الفعل والآلة ، والأول هو المراد ها هنا ".
أي في الأحاديث الواردة في فضل السواك والحث عليه .
وسئل الشيخ ابن عثيمين : هل استعمال معجون الأسنان يغني عن السواك ، وهل يثاب من استعمله بنية طهارة الفم ، أي هل يعادل السواك في الأجر الذي رغب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يستاك ؟
فأجاب رحمه الله تعالى: " نعم ؛ استعمال الفرشاة والمعجون يغني عن السواك ، بل وأشد منه تنظيفاً وتطهيراً ، فإذا فعله الإنسان حصلت به السنة ؛ لأنه ليس العبرة بالأداة ، العبرة بالفعل والنتيجة ، والفرشاة والمعجون يحصل بها نتيجة أكبر من السواك المجرد .
لكن هل نقول إنه ينبغي استعمال المعجون والفرشاة كلما استحب استعمال السواك ، أو نقول إن هذا من باب الإسراف والتعمق ، ولعله يؤثر على الفم برائحة أو جرح أو ما أشبه ذلك ؟ هذا ينظر فيه " انتهى من " فتاوى نور على الدرب للعثيمين " (7/ 2، بترقيم الشاملة آليا)
ثانياً :
مع القول بإجزاء التسوك بالفرشاة ، وحصول الأجر بها مع النية ، إلا أن التسوك بـ "عود الأراك" يبقى له ميزة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، حيث إن عود الأراك كان هو الغالب في استعمالهم ، فضلاً عن سهولة حمله والتنقل به في كل مكان وحال ، واعتياد ذلك من غير نكير ولا شذوذ فيه ، بخلاف الفرشاة التي يتعذر استعمالها في كل وقت ، لحاجتها إلى مكان مخصوص .
جاء في " الموسوعة الفقهية " (4/140) : " اتَّفَقَ فُقَهَاءُ الْمَذَاهِبِ الأْرْبَعَةِ عَلَى أَنَّ أَفْضَلَهُ جَمِيعًا : الأْرَاكُ ، لِمَا فِيهِ مِنْ طِيبٍ ، وَرِيحٍ ، وَتَشْعِيرٍ يُخْرِجُ وَيُنَقِّي مَا بَيْنَ الأْسْنَانِ " انتهى .
قال ابن علان : " وأولاه : الأراك ؛ للاتباع ، مع ما فيه من طيب طعم وريح ، وشعيرة لطيفة تنقي ما بين الأسنان ، ثم بعده النخل ؛ لأنه آخر سواك استاك به صلى الله عليه وسلم" .
انتهى من " دليل الفالحين " (6/ 658) .
وقال الشيخ عطية محمد سالم : " إذا نظرنا إلى الغرض من استعمال السواك ، وهو كما في الحديث :
( مطهرة للفم مرضاة للرب ) فأي شيء طهَّر الفم فإنه يؤدي المهمة ، ولكن ما كان عليه السلف فهو أولى وأصح طبياً "
انتهى من " شرح بلوغ المرام " (13/ 5، بترقيم الشاملة آليا) .
والحمد لله رب العالمين.