الاثنين، 31 يناير 2022

الارواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف

*  أرواح !!  *
***********
إذا ماصادفتَ روحاً في حَياتِك تحنو عليّك ، تشبث بها ،  تعلق بأهدابها ،  بأستارها ، إسعَ إليها سَعيّ الحجيجِ إلى بيّت اللهِ الحرام ؛ فنحن في زمنٍ صعب ، باتت تُغلفهُ الغِلظةُ والجَفوّةُ والقَساوةُ ،  حتى الأرض تغيّر مناخُها وتبدلت أجواؤها ، فصارت مابيّن صَقيعٍ جليديّ ، وحرٍ لهيبيّ ، إما أن تتجمد وإما أن تحترق !! . 
فإذا ما لاقيّت في مسيرة حياتك روحاً تُخبئ الربيعَ في مِعطفها ، وتنفث العِطرَ من قارورتها ، وترشّ العبير على وجهِك ، وتحيط بباقة فُلٍ أو عُقد ياسمين عُنقك ، فقف على أعتابها وتوّسل ، وعلى بابها ترقب وتبتل ، وطُف حوّل مِحرابها مُهرولا ً ، وفي قِبلتها سائلاً ، وانهل من شذاها ماطابَ لك ، واملأ من شهيقها رئتيّك ، واحمد اللهَ أن حَباك تلك السحابة النديّة ، وادعوه أن يتنزل غيثها على جراحاتك فتطيب ، وعلى أوجاعك فتبرأ ، وعلى عِلاتك فتشفي ، وعلى يأسك فيتجدد الأمل ، وتصفو الأماني ، وتُردد معكَ العصافيرُ أعذبَ الألحانِ وأرق الأغاني !!.
فما أكثرَ ماتلقي في دنياك من أرواحٍ شيطانيّة ، ونفوسٍ خربة دونيّة ، يخجل إبليس من مكرها ، ويتمنى أن تُعلمه فنونها ، فاستمسك بتلك الروح التي ساقها القدر إليّك ، واختبئ بين تلافيف حنانها ، وتدفأ بحبها ، وتحمم في مائها المقدس ، حتى تتطهر روحك ، ويعم السلام جوانحك ، وتعمر بالجمالِ جنباتُ كيانك !! .
الروح الطيبة جنة يرسلها الله لك في الأرض ، فادخلها ولاتتردد ، وحافظ علي إقامتك فيها ، فإنها مقدمة لدخولك الجنة الكبري ، جنة الخلود والنعيم المقيم !!. 
*  مأمون الشناوى  *
****************

السبت، 22 يناير 2022

كلمات تحفيزية للحث علي متابعة ومداومة حفظ القران الكريم

قل لي قولاً يجعلني لا أنقطع عن حفظ القرءان 🦋.. 
لن تَجِـد عِـزّاً يُشرّفُ صاحِبهُ كمـا يفعـلُ القـرآن بـ أهله!
وحَسْبُـك من ذلِـكَ أن أهلَهُ هُـم أهـلُ الله وخاصّته..!!

أتخيّلهـم بينَ الخلائقِ حينَ يُحشـرُ النـاسُ حُفـاةً عُراةً قد دنت شمسُ الكونِ من رؤوسهم، مشهَـدٌ يجعَـلُ الولـدانَ شيبـاً، وخـوفٌ ما تركَ لـ مُحِـبٍّ حبيبـاً، والنـِّدا ضجّ فـ ما وجـدَ لهُ سميعـاً ولا مجيبـاً..

الصحُـفُ نُشِرت، والجـوارِحُ أُنطِقَـت، والموازينُ القِسـطُ نُصبت، والصياحـاتُ دبيبَ فزعٍ في الروحِ خلفت..

تأمّل معي وسـطَ هـذا كُله، يُنادي ملِكُ الملوكِ "أينَ أهلـي؟!"

يا لِله، تشرئبُ الأعناق، الكُلّ مأخوذٌ بـ ذاكَ السؤال

ألِلهِ أهل؟!

إن كانَ فـ يا عزّهم ويا سعدهم

يُناظِرُ الخلق بعضهم بعضاً، من سـ يخرُجُ منهم؟!

وإذ بـ أهلِ القُرآن يُساقُـونَ زُمَراً إلى ظلال العرش، لا يحزُنهم الفزع الأكبر وتتلقاهُم الملائكةُ هذا يومكم الذي كنتم توعدون!

حينهـا يا رفاق..
تتساقَطُ الأنساب،
ويتلاشى السّند،
وتتقطعُ حبالُ القرب والحبّ..

إلا عندهم !!!

يفرّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرضِ جميعاً، أين سابِـقُ عهـود القربِ بينهم؟!

أما أصحابُ القرآن، يفرّونِ إلى الرحمنِ فـ يتلقّاهم بـ رحمته، ويلوذونَ بهِ فـ يؤويهم بـ عزّته!

فـ يا طيـبَ عاقبتهم وحُسن حالهم يومهـا!

أمـا حالهُم في الدنيا ..

فـ هم يأوونَ إلى رُكنٍ شديد،

لا مُصابَ يَفتّ في عضدهم وهم يقرؤون "قل اللهُ ينجيكم منها ومن كل كرب"..

لا رِزقَ يـُقلقهم وهم يجدون "نحنُ نرزقكم"،

لا وحشةَ تعتريهم حين يقرؤون "ونحنُ أقربُ إليه من حبلِ الوريد"،

لا يأسَ يُقنِطُهم حين يُبصِرون "وعدَ الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات لـيستخلفنهم في الأرض"

وقس على ذلكَ كُلّ شعورٍ يُثقل الروح، سـتجد أهلَ القرآن ينيخونَ بهِ في رحابِ آياته..

ما وردَ أحدٌ على القرآنِ سقيمـاً إلا سَلِم،
ولا خائفاً إلا أمِن،
ولا جاهِلاً إلا عَلِم..

فـ للهِ درّ أرواحٍ سقَت جدبها منه،
وقلوبُ أبصرت طمأنينتها فيه،
وصحبٌ عرفناهم على دربه؛

جعلنـا اللهُ وإياكُـم ممن يقرؤونه آناء الليل وأطرافِ النهار، ثم ينتهجون آياته عملاً ..